صناعة الأخشاب في مصر مليانة تحديات، لكنها كمان مليانة فرص للي عندهم الجرأة يدخلوا المجال ده. من خلال حوار مع رجل الأعمال صلاح رمضان حواس، بنتعرف على قصة نجاح بدأت من الصفر، وإزاي الشجاعة والتعاون ممكن يحولوا حلم صغير لمشروع كبير. المقال ده بيستعرض رحلته مع إخوته، التحديات اللي بتواجه زراعة الأخشاب في مصر، ونصايح عملية للشباب اللي عايزة تبدأ في المجال ده، مع لمحة عن إزاي نقدر نستفيد من الاستدامة في السوق المصري.
من مخزن 20 متر لشركات عالمية
تخيّل أربعة إخوات من البدرشين في الجيزة، بدأوا شغلهم كعمال في مخازن أخشاب صغيرة جدًا. “كنا بندور على مكان نحط فيه السلم عشان نبدأ”، كده بدأت القصة بتاعتهم. من غير رأس مال كبير، ولا إمكانيات جاهزة، اعتمدوا على التعاون العائلي والإصرار. المخزن الصغير اللي كان 20 متر بس، بدأ يكبر خطوة بخطوة. بعد كده، فتحوا مخزن في الإسكندرية، وبعدها شركات في مصر، الأردن، دبي، وحتى خطط للتوسع في فنلندا. السر؟ الشجاعة والعمل كفريق واحد.
القصة دي بتثبت إن النجاح في صناعة الأخشاب مش محتاج فلوس كتير في البداية، لكن محتاج قلب جامد وصبر. “السوق محتاج واحد قلبه جامد”، زي ما قال صلاح، لأن الفشل جزء من الطريق، لكن المثابرة هي اللي بتفرق. للشباب في مصر، القصة دي دعوة مفتوحة: ابدأ صغير، لكن فكر كبير.
تحديات زراعة الأخشاب في مصر
مصر بتستورد أخشاب بقيمة حوالي 3 مليارات دولار كل سنة، زي الحور والصنوبر، لأن البلد مش فيها غابات كفاية. زمان، الحور كان بيتزرع على ضفاف النيل، لكن دلوقتي الناتج المحلي مايكفيش الطلب. زراعة الأخشاب تحدي كبير، خصوصًا إن بعض الأشجار زي الصنوبر ممكن تاخد 80 سنة عشان تنمو. “في السويد وفنلندا، الجد بيزرع للحفيد”، كده وصف صلاح الموضوع، موضح إن الاستثمار ده طويل الأمد، لكنه مربح جدًا لو اتعمل صح.
أكبر تحدي هو المياه. زراعة الأخشاب محتاجة ري مستمر، ومعالجة مياه الصرف الصحي للري تكلفتها عالية لأنها بتعدي بثلاث مراحل. لكن فيه حل عملي: “لو نعالج المياه في المرحلة الأولى بس، هتصلح لزراعة الأخشاب”، ده اقتراح عملي ممكن يوفر تكاليف ويخلّي المشروع أسهل. فيه أنواع أشجار زي الجازورين والحور بتكون جاهزة في 10-20 سنة، ودي ممكن تكون بداية أذكى للمستثمرين.
فرص الاستدامة والاقتصاد
زراعة الأخشاب في مصر مش بس مشروع زراعي، ده مشروع زراعي-صناعي بيقدر يغيّر قواعد اللعبة. لو نزرع 2 مليون شجرة كل سنة، زي ما قال صلاح، “بعد 10 سنين هنكون محققين الاكتفاء المحلي وهنقدر نصدر”. الحكومة المصرية فعلاً بدأت تزرع أشجار زي الصنوبر والحور في أماكن زي الوادي الجديد وسيناء، وده بيخلق فرص عمل، بينشط الاقتصاد، وبيحوّل الصحراء لمساحات خضراء.
من ناحية تانية، استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة للري بيحقق استدامة بيئية، وبيقلل الاعتماد على الاستيراد اللي بيكلف مليارات. “بتوفر فرص عمل، بتحافظ على البيئة، وبتنافس الأسواق المحلية”، ده ملخص الفوايد اللي ممكن تتحقق لو المستثمرين دخلوا المجال ده بجدية.
دور البنية التحتية
شبكة الطرق والكباري الجديدة في مصر غيّرت الصورة كتير. “الطرق الجديدة وفرت وقت وفلوس، وساعدت على تحسين الجودة”، كده وصف صلاح تأثير البنية التحتية. دلوقتي، نقل الأخشاب من المناطق الزراعية للأسواق أو الموانئ بقى أسرع وأرخص، وده بيشجع المستثمرين يدخلوا في زراعة الأخشاب أو تجارة المنتجات الخشبية زي ألواح HPL (الفورميكا) اللي بتستخدم في الديكور والأثاث.
نصايح للشباب: ابدأ وما تخافش
للشباب اللي عايز يدخل صناعة الأخشاب، النصيحة بسيطة: “مش محتاج نصيحة، محتاج تبدأ”. صلاح بيؤكد إن الشجاعة هي المفتاح، حتى لو الفشل جزء من الطريق. “حصل لنا دروب وحالات فشل، بس كملنا”، كده قال، مشدد إن الحياة بتعلّم من التجارب. لو شاب أو مجموعة شباب بدأوا بزراعة أشجار زي الحور أو الجازورين، ممكن بعد 20 سنة يكون عندهم مشروع مربح جدًا. رأس المال؟ “مش لازم يكون كبير، على حسب المساحة ونوع الأشجار”، ده رأي صلاح اللي بيخلّي الفكرة تبدو ممكنة لأي حد عنده عزيمة.
إزاي تستفيد من ألواح HPL في السوق المصري؟
ألواح HPL، أو الفورميكا، هي من أكتر المواد استخدامًا في الديكور والأثاث في مصر، سواء للمطابخ، المكاتب، أو تكسية الجدران. الاعتماد على الاستيراد للألواح دي بيكلف مصر مبالغ ضخمة، حوالي 850 مليون دولار سنويًا. عشان كده، المستقبل بيعتمد على تطوير الصناعة المحلية، سواء عن طريق زراعة الأخشاب أو تحسين جودة المنتجات الخشبية. نصيحة للمصنعين ومصممي الديكور: اختاروا ألواح HPL معتمدة بمعايير زي ISO أو CE، وركزوا على تشطيبات عملية زي المطفي اللي بيخفي الخدوش، أو الخشبي اللي بيدي مظهر طبيعي بتكلفة أقل.
الخلاصة
صناعة الأخشاب في مصر مليانة فرص، بس محتاجة شجاعة وصبر. قصة صلاح وإخوته بتثبت إن البداية من الصفر ممكنة لو عندك رؤية وإصرار. زراعة الأخشاب، مع دعم البنية التحتية الحديثة والتوجه نحو الاستدامة، ممكن تحول مصر لدولة ذات اكتفاء ذاتي، بل وحتى مصدرة للأخشاب. لو أنت شاب بتحلم تدخل المجال ده، ابدأ صغير، ركز على أشجار تنمو في 10-20 سنة، واستفيد من تسهيلات الحكومة. زي ما قال صلاح: “لازم تقوم فعلاً”، لأن الشجاعة هي أول خطوة للنجاح.